بطلة العالم إيطاليا تأمل في الخروج من عنق الزجاجة بيورو 2008

مازال الطريق لعبور دور المجموعات وصولا إلى بر الامان شاقا ومحفوفا بالمخاطر بالنسبة لابطال العالم الايطاليين بعد تعادلهم 1/1 مساء أمس الجمعة أمام رومانيا في مباراتهم الثانية ببطولة الامم الاوروبية الحالية لكرة القدم "يورو 2008".

وأصبح موقف إيطاليا حاليا في المجموعة الثالثة بالبطولة الاوروبية هو "الفوضى العارمة" على حد تعبير صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الايطالية اليوم السبت ، حيث تنتظر أبطال العالم مواجهة مصيرية أخرى أمام جارتهم فرنسا يوم الثلاثاء المقبل لتحديد الفريق الاخر الذي سينضم إلى هولندا في التأهل لدور الثمانية بيورو 2008 من المجموعة الثالثة.

وبعدما منيت إيطاليا بهزيمة مدوية بثلاثة أهداف نظيفة من هولندا في مباراتها الافتتاحية بالبطولة ، تحسن المنتخب الايطالي قليلا في مباراته الثانية بالبطولة أمام رومانيا ليتعادل 1/1 أمس الجمعة في لقاء وصفته صحيفة "لا ريبوبليكا" بأن أهم ما ميزه هو "الاخطاء والحظ السيء والقديس بوفون".

فبخلاف حصوله على أعلى الدرجات من جديد في تقييم لاعبي المباراة ، قد يكون بوفون في طريقه للفوز بمعاملة القديسين بعدما تصدى لضربة جزاء من المهاجم الروماني أدريان موتو ، كانت كفيله بإقصاء أبطال العالم من منافسات يورو 2008 قبل لعب مباراتهم الثالثة الاخيرة بدور المجموعات.

وعلق بوفون على نجاحه في التصدي لتسديدة موتو التي اصطدمت بيده ثم قدمه قائلا "لقد حالفني الحظ في التصدي لضربة الجزاء"

وأكد بوفون أن إيطاليا قدمت "أداء جيدا هذه المرة ، وكان التعادل نتيجة ظالمة بالنسبة لنا".

بينما ظلت درجات تقييم المدرب الايطالي روبرتو دونادوني منخفضة بسبب افتقاد فريقه لخطة لعب مقنعة والتنظيم المطلوب برغم أن المنتخب الايطالي يضم بين صفوفه نخبة من اللاعبين الموهوبين مثل أليساندرو ديل بييرو ودانييلي دي روسي وفابيو جروسو.

وركزت التعليقات الفنية على المباراة على التمريرات الطويلة العديدة التي كانت تنقل الكرة مباشرة من نصف الملعب إلى منطقة جزاء رومانيا والتي لم تسفر سوى عن هدف غير محتسب للوكا توني بسبب قرار حكم المباراة المشكوك في صحته باحتساب تسلل ضد المهاجم الايطالي.

ومن المرجح أن تظل الحياة قاسية في بطولة يورو 2008 على الجماهير الايطالية بعدما بدا العديد من أبطال فريقهم المشاهير وكأنهم قد فقدوا مستواهم المذهل الذي ظهروا به خلال مشوار إيطاليا الناجح ببطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.

فالمدافع الموهوب جانلوكا زامبروتا لم يكن له تأثير واضح على الجانب الايمن من الملعب ، كما أنه كان السبب في إحراز موتو هدف التقدم لرومانيا عندما وقع في خطأ قاتل بتمرير كرة رأسية غريبة للمهاجم الروماني أمام مرمى إيطاليا.

أما صانع الالعاب أندريا بيرلو فلم يكن أداؤه إبداعيا أمس ، كما أنه لم يلق الدعم الكافي من زميليه بخط الوسط ماورو كامورانيزي وسيموني بيروتا.

وأخيرا أحرز المنتخب الايطالي هدفه الوحيد في مباراتين بيورو 2008 عن طريق تعاون لاعبي قلب دفاع الفريق جورجيو كييلليني وكريستيان بانوتشي عندما تابع هذا الاخير تمريرة كييلليني القصيرة أمام مرمى رومانيا محرزا هدف التعادل في مباراة أمس.

ولم يثمر مجهود ثنائي هجوم إيطاليا لوكا توني أو ديلبييرو عن أي نتيجة إيجابية برغم تربعهما على رأس قوائم التهديف في مسابقتي الدوري الالماني والايطالي على الترتيب.

وحتى يوم الثلاثاء المقبل ، ستشغل الجماهير الايطالية نفسها بدراسة جميع السيناريوهات المتوقعة ولوائح اتحاد الكرة الاوروبي إلى جانب القيام بجميع الحسابات التي قد تضع فريقها في دور الثمانية بيورو 2008 .

فقد تأهلت هولندا بالفعل بتصدرها للمجموعة برصيد ست نقاط. وتليها في الترتيب حاليا رومانيا في المركز الثاني برصيد نقطتين من تعادلين ثم إيطاليا وفرنسا ولكل منهما نقطة واحدة.

ويكفي إيطاليا التعادل بأي نتيجة إيجابية أمام فرنسا للتأهل لدور الثمانية بشرط فوز هولندا ، التي سحقت فرنسا أمس 4/1 ، على رومانيا في مباراة المجموعة الثالثة الاخرى.

وقد تتأهل إيطاليا لدور الثمانية بالتعادل السلبي أيضا مع فرنسا ، ولكن بناء على نتيجة مباراة هولندا ورومانيا.

ولكن إذا فازت رومانيا على هولندا ، فسيعني هذا الامر عودة إيطاليا مبكرا إلى ديارها حتى إذا تغلبت على فرنسا.

وأشار المتفائلون بالحسابات من الجماهير الايطالية إلى أن آخر مرة تغلبت فيها إيطاليا على فرنسا ، بعيدا عن نهائي كأس العالم 2006 الذي حسمته ضربات الجزاء ، كانت قبل 30 عاما. وهي المدة نفسها التى انتظرها الهولنديون قبل أن يتمكنوا أخيرا من تحقيق الفوز على إيطاليا يوم الاثنين الماضي.