فان دير سار يتمسك بالحذر ويصر على استكمال النجاح في يورو 2008

رغم الفوز الساحق للمنتخب الهولندي على نظيره الفرنسي 4/1 مساء أمس الجمعة في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة (مجموعة الموت) في الدور الاول لبطولة كأس الامم الاوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) لم يفرط حارس المرمى الهولندي إدوني فان دير سار في الاحتفال بالفوز وإنما سيطر عليه بعض الحذر والقلق.

ودخل فان ديرسار قائد المنتخب الهولندي في حوار طويل مع باتريس إيفرا نجم المنتخب الفرنسي وزميله في صفوف مانشستر يونايتد الانجليزي عقب انتهاء المباراة مباشرة على استاد العاصمة السويسرية بيرن.

ولا تضم البطولة الحالية لاعبا تجرع مرارة الهزيمة والسقوط في البطولات الكبيرة بنفس القدر الذي تجرعه فان دير سار وهو ما جعله يتمسك ببعض الحذر بعد انتهاء مباراة الامس بالفوز الساحق على فرنسا والتأهل لدور الثمانية في البطولة دون انتظار لنتيجة المباراة الاخيرة للفريق في المجموعة والتي يخوضها أمام رومانيا يوم الثلاثاء المقبل.

ومثلما هو الحال بالنسبة للاعب الفرنسي إيفرا يسعى فان دير سار إلى إحراز اللقب الثالث له في عام 2008 حيث توج مع مانشستر يونايتد بلقبي الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا في الاسابيع القليلة الماضية ويسعى اللاعب إلى الفوز مع منتخب بلاده بلقب يورو 2008 .

ويتقدم المنتخب الهولندي بشكل رائع في البطولة الحالية كما ظهر اللاعبون في أفضل حالاتهم المعنوية بعد مباراة الأمس ولكن ربما يكون ذلك هو ما يضاعف من صعوبة الموقف على الفريق الذي اعتاد الخروج من دوري الثمانية وقبل النهائي في البطولات التي خاضها عبر السنوات الماضية.

ويعتزم فان دير سار اعتزال اللعب الدولي بعد انتهاء البطولة الحالية ولذلك فإنه يصر على عدم السقوط مجددا ولكنه حذر زملائه بالفريق من الاطمئنان مشيرا إلى أن العرض المبهر الذي قدمه الفريق في مباراتيه السابقتين أمام إيطاليا وفرنسا لن يكون له أي قيمة إذا فشل الفريق في الادوار التالية بالبطولة.

وتغلب المنتخب الهولندي على نظيره الايطالي بطل العالم 3/صفر ثم على نظيره الفرنسي 4/1 ليضمن صدارة مجموعة الموت ويتأهل إلى دور الثمانية بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة أمام رومانيا يوم الثلاثاء المقبل.

وقال فان دير سار "تأهلنا لدور الثمانية فقط.. خضت بطولات مختلفة على مدار 14 عاما وأعلم ماذا يعني أن نصل لدور الثمانية أو الدور قبل النهائى... نتمنى أشياء ونعمل بجد من أجل تحقيق أشياء كبيرة ولكننا لم نحققها بعد".

ومنذ أن توج المنتخب الهولندي بلقب كأس الامم الاوروبية (يورو 1988 سقط الفريق في الدور قبل النهائي للبطولة ثلاث مرات وخرج من دور الثمانية مرة واحدة ولم يحرز اللقب على مدار البطولات الاربع الماضية.

وخرج فان دير سار مع المنتخب الهولندي من البطولة الاوروبية مرتين بضربات الترجيح وكانت إحداهما من دور الثمانية والاخرى من الدور قبل النهائي كما خرج مع الفريق بالهزيمة من يورو 2004 بالهزيمة 1/2 أمام البرتغال في الدور قبل النهائي للبطولة.

كما تجرع المنتخب الهولندي مرارة الهزيمة بضربات الترجيح أمام المنتخب البرازيلي في الدور قبل النهائي لكأس العالم 1998 بفرنسا.

ووجه فان دير سار تحذيرا مماثلا للفريق بعد الفوز الكبير على نظيره الايطالي 3/صفر يوم الاثنين الماضي.

وقال فان دير سار الذي خاض أمس المباراة الدولية رقم 127 له مع المنتخب الهولندي "أتذكر أنه قبل أسبوعين من نهاية الموسم المنقضي بدأت الصحف تتحدث عن عظمة فريق مانشستر يونايتد الانجليزي ولكننا لم نحقق أي شيء حتى الان في البطولة الحالية".

وكان فان دير سار بطل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا حيث لعب دورا كبيرا في فوز مانشستر يونايتد بلقب البطولة بعدما تصدى لضربة الترجيح التي سددها الفرنسي نيكولا أنيلكا مهاجم تشيلسي في النهائي الذي أقيم بالعاصمة الروسية موسكو خلال أيار/مايو الماضي بعد عشرة أيام من فوزه مع الفريق بلقب الدوري الانجليزي.

ويبدو الاصرار واضحا على فان دير سار في هذه البطولة حيث يعتقد بأن كل شيء وأي شيء ممكن في هذا الموسم.

ويتمتع فان دير سار /37 عاما/ حارس مرمى أياكس الهولندي ويوفنتوس الايطالي سابقا بأفضل مستوياته حاليا.

وكادت مسيرة فان دير سار تتلاشى بالفعل عندما كان ضمن صفوف فولهام الانجليزي لكن انتقاله لمانشستر أعاده إلى الحياة مجددا.

ونجح فان دير سار في التصدي لهدف أكيد من المهاجم الفرنسي سيدني جوفو خلال مباراة الامس كما تصدى لفرص أخرى من فلوران مالودا وجوفو وفرانك ريبيري كما تصدى لتسديدة خطيرة من ريبيري في الشوط الثاني.

ولعب فان دير سار كذلك دورا بارزا في الفوز الكبير للفريق على نظيره الايطالي 3/صفر حيث تصدى لتسديدة أطلقها أندريا بيرلو لتتحول إلى هجمة مرتدة سريعة سجل منها جيوفاني فان برونكهورست الهدف الثالث لهولندا.

وربما كان وجود فان دير سار الذي يبلغ طوله 197 سم في حراسة مرمى المنتخب الهولندي السبب في ارتباك تييري هنري مهاجم برشلونة الاسباني أمام مرمى هولندا حيث لعب الكرة ساقطة (لوب) في الدقيقة 54 من فوق فان دير سار ولكنها علت العارضة.

وكانت المفاجأة عندما نجح هنري في هز شباك فان دير سار أخيرا بتسجيل الهدف الوحيد لفرنسا قبل 19 دقيقة من نهاية المباراة لتصبح النتيجة هي تقدم هولندا 2/1 قبل أن يرد المنتخب الهولندي بهدفين آخرين ليفوز 4/1 في نهاية اللقاء.

واعترف فان دير سار "عندما سجل هنري هدفه لتتحول النتيجة إلى تقدم هولندا 2/1 نظرت على الساعة". ولكنه لم يستطع أن يتبين الوقت بشكل كاف حيث سجل اللاعب الهولندي البديل آريين روبن الهدف الثالث لهولندا قبل مرور دقيقة على هدف هنري ليوجه صدمة قوية إلى المنتخب الفرنسي.

وأشاد فان دير سار بالمدرب ماركو فان باستن المدير الفني للمنتخب الهولندي قائلا "التغييرات كانت جيدة في هذه المباراة حيث سجل اثنان من البدلاء (آريين روبن وروبن فان بيرسي) هدفين في شباك فرنسا ولكن التغييرات كانت جيدة أيضا في المباراة الاولى (أمام إيطاليا)".

ويشعر فان باستن /43 عاما/ بالسعادة لوجود فان دير سار في صفوف الفريق حيث يمثل أحد العناصر التي تساعد فان باستن في تحقيق حلم الفوز بلقب البطولة كمدرب كما فاز بها عام 1988 عندما كان مهاجما ضمن صفوف الفريق.

وسجل فان باستن خمسة أهداف للمنتخب الهولندي في يورو 1988 ليلعب دورا بارزا في الفوز باللقب.

وقال فان باستن إن فان دير سار يمثل مرشدا ومستشارا للاعبين الشبان ومصدرا للثقة بالنسبة لزملائه كما يمثل "يدي اليمنى" في أرض الملعب ووجود مثل هذا اللاعب ضمن التشكيل يمثل أمرا رائعا.