الأرجنتين مرشحة لتجديد زعامتها الأولمبية

تنطلق مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الاولمبية التاسعة والعشرين التي ستجري في بكين بين الثامن والرابع والعشرين من شهر آب/أغسطس في السادس من الشهر المذكور, أي قبل يومين من الافتتاح الرسمي, وسط منافسة متوقع أن تكون قوية للغاية مع مشاركة ستة عشر منتخباً لدى الرجال.
وقسمت الفرق المشاركة لأربع مجموعات تلعب الدور الأول بنظام الدوري من مرحلة واحدة يتأهل بموجبها أول فريقين لربع النهائي حيث يعتمد نظام خروج المغلوب من مرة واحدة. وتضم المجموعات منتخبات كوت ديفوار, الأرجنتين, أستراليا وصربيا عن الأولى, وهولندا, نيجيريا, اليابان والولايات المتحدة عن الثانية, الصين, نيوزيلاندا, البرازيل وبلجيكا عن الثالثة, كوريا الجنوبية, الكاميرون, هندوراس وإيطاليا عن الرابعة.
وتبدو الأرجنتين حاملة ذهبية أولمبياد أثينا بمشوار مميز آنذاك لم تتلق فيه شباكها أي هدف, مرشحة فوق العادة للظفر باللقب بالرغم من عدم تأكد مشاركة نجم برشلونة ليونيل ميسي بسبب رفض فريقه التخلي عنه في وقت يحتاج فيه لخدماته في الأدوار التأهيلية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم, لكن حضور زميله سيرجيو اغيرو سيكون له الوقع الإيجابي أغلب الظن.
لكن ميسي يبدو مصمماً على خوض تحدي وبالتالي خلق أزمة مع برشلونة إذ صرح: "سأذهب للألعاب الأولمبية مهما حصل...الحقيقة لا أعرف كيف ستحل الأمور لكن لا شك لدي بأنني سأكون هناك, لدي أمل كبير بهذا الفريق الأولمبي وأنا سعيد بوجود اغيرو ومتشوق للعب إلى جانبه".
ولا يقل أغيرو لاعب اتليتيكو مدريد موهبة عن مارادونا الجديد أي ميسي, إذ سبق أن أحرز جائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب تحت سن العشرين عاماً في كندا العام الماضي, وهو مرشح بقوة وفق تسريبات صحفية للتوقيع لتشلسي الإنكليزي مقابل 55 مليون يورو.
وإلى جانب هذين النجمين يتوقع أن يستدعي مدرب المنتخب ألفيو بازيلي لاعب ليفربول خافيير ماسكيرانو الذي كان من أعضاء المنتخب الفائزين بذهبية 2004, وهو إذا ما شارك وفازت بلاده سيكون اول لاعب يحقق لقبين متتاليين في الألعاب الأولمبية.
وتعليقا على ذلك قال ماسكيرانو: "إنه من المهم لأي رياضي الدفاع عن ميدالية ذهبية, سأكون الشخص الأول من بلادي الذي يفعل ذلك, وسأسعى لصنع التاريخ, لا يعتمد علي بشيء إلا في مساعدة بلادي للفوز بالذهبية".
وكان موقع "برنسيبال سبورت" الرياضي الشهير الذي يعتبر من أول المواقع الرياضية على الانترنت إذ تأسس العام 1998 رشح الأرجنتين للقب, لكن لغة التاريخ في هذا المجال ستكون حجر عثرة أمام الأرجنتينيين إذ لم يسبق لمنتخب أن احتفظ بلقبه الأولمبي منذ العام 1968 حين أحرزت المجر الذهبية للمرة الثانية تواليا بعد العام 1964, علماً أن في رصيد المجر ثلاث ذهبيات وهي تتصدر هذه المسابقة في هذا المجال.
لا مكان لحسن الجوار


ولن يكون للغة حسن الجوار اللاتيني مكاناً حين تحضر البرازيل للمشاركة بقيادة نجمها ونجم ميلان الإيطالي الجديد رونالدينيو للمنافسة على لقب ما زال حتى الآن عاصياً على لاعبي بلاد السامبا رغم كونهم أكثر الدول استحواذاً على لقب بطولة العالم, خمس مرات, ناهيك عن ألقاب أخرى لا تحصى.
لكن فرحة وجود رونالدينيو يقابلها فرحة لدى منافسيها بسبب عدم تمكن روبينيو من المشاركة مع منتخب بلاده من ضمن ثلاثة لاعبين فوق سن الثالثة والعشرين بسبب إصابة قوية لحقت به في أصل الفخذ أثناء التمارين مع فريقه ريال مدريد.
وغياب آخر سيحزن دون شك البرازيليون يتمثل بكاكا بعدما رفض ناديه آي سي ميلان تحريره للمشاركة كلاعب فوق سن الثالثة والعشرين علماً أن قانون الفيفا لا يلزم النوادي بذلك بالرغم من توصيات رئيسه جوزيف بلاتر بضرورة تحرير النوادي للاعبيهم للمشاركة في الأولمبياد.
ويقابل هذين الغيابين حضور مدافع ريال مدريد مارسيلو الأمر الذي يثلج قلوب عشاق الأصفر نوعا ما وهو علق على المنافسة الأولمبية: "إذا ما ربحنا الذهبية سنصنع تاريخاً للكرة البرازيلية. سيكون لقب مميزا جداً. لكن في البداية علينا تقديم مستوى جيد على أرض الملعب", لكنه اعترف في الوقت نفسه أن الأرجنتين ستكون عثرة كبيرة أمام طموحات بلاده: "ستكون الأرجنتين امتحاننا الأصعب, لديهم جيل رائع من المواهب".
من جهتهم يأمل أبطال العالم, الإيطاليون, نيل ميدالية غير البرونزية التي حازوا عليها في أولمبياد أثينا 2004 أمام العراق, لكن على الورق تبدو إمكاناتهم أقل من العريقين اللاتينيين, ولا يبدو نفسهم, حتى إشعار آخر كون لا ثوابت في الكرة, سيسعفهم بمشوار أبعد من نصف النهائي, لكنهم مرشحون لعبور سهل من مجموعتهم إلى جانب الكاميرون وبدرجة أقل كوريا الجنوبية.
رياح أوروبية أخرى لا تقل شأناً عن المنتخبات السابقة الذكر, ستهب من البلاد المنخفضة أي هولندا, المرشحة الدائمة للإنجازات أينما حلّت وهي تعتمد على لاعب ليفربول رايان بابل, وحول ذلك علق مدرب المنتخب فوبي دي هان "مع مميزاته, يعتبر بابل لاعب حيوي ونشيط كثيراً وهو من أساس مخططاتنا".
كما ستكون أفريقيا تحت المجهر والمأمول من ممثليها لن يكون بالقليل خصوصا من كوت ديفوار التي إن حضرت بنجومها وخصوصا دروغبا نجم تشلسي وزميله في الفريق سالومون كولي, ولاعب آرسنال كولو توري سيكون لها الشأن العظيم والأمر نفسه ينطبق على النيجيريين إنما بدرجة أقل.
حوار لغوي برتغالي-إسباني مرشح بقوّة أن يدور ببكين حيث لا مجال للحلول الوسط, فهل يأتي الجواب من الأرجنتين وتحافظ على لقبها أم يفعل رونالدينيو ما عجز عنه رفاقه طوال عقود من الزمن ومنهم بيبيتو وروماريو, سؤال لن نعرف جوابه إلا في الثالث والعشرين من آب/أغسطس, وقد يكون الجواب خارج عن المنتظر كما عودتنا الساحرة المستديرة.

مشكور على الموضوع